روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | كرهت نفسي.. لمزاجية زوجي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > كرهت نفسي.. لمزاجية زوجي


  كرهت نفسي.. لمزاجية زوجي
     عدد مرات المشاهدة: 3318        عدد مرات الإرسال: 0

من العنوان عرفتوا معاناتي . مرات اكره نفسي واحس انه زوجي مغصوب علي او انه يكرهني مع اني طيبه واحب اخدمه وربي الشاهد بس مزاجه دائما يخرب الجو .

لدرجه انه لا يهتم اذا رجعت من الخارج ام لا ولا يتصل او يسأل عني اذا كنا بعيدين عن بعض وازيدكم من الشعر بيت اصبحت انسى اني انثى من كثر العصبيه حتى اني صرت اصرخ كثيرا في وجهه وهو كاللوح لا يهتز ولا يرد علي

علما بانه لدينا طفل ونحن متزوجان من سنتين وهذه المعامله من اول شهر . اسمحوا لي اطلت عليكم واتمنى الرد الواضح والسريع فضلا منكم لا امرا وشكرا لكم

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد .

مرحبا بكِ وسط أهلكِ وأحبابكِ في موقع المستشار، داعين الله سبحانه وتعالى أن يدبر لكِ أمركِ، ويصلح لكِ شأنكِ، و يفرج لكِ كربكِ، ويكتب لكِ السعادة ويعينكِ علي طاعته.

ابنتي الحبيبة أم سالم.. رسالتكِ قصيرة جدا و رغم قصرها ذكرتِ (أطلت عليكم( فهي لم تشتمل علي أي موقف أو طبيعة الحياة بينكِ وبين زوجكِ حتى أستطيع تحليل المواقف و معرفة طبيعة شخصيته، علي العموم سأجتهد والله المستعان.

ابنتي الفاضلة.. فهمت من رسالتكِ أنكِ متزوجة منذ عامين (نحن متزوجان من سنتين) و قد بدأت معاناتكِ منذ الشهر الأول من الزواج (هذه المعاملة من أول شهر) و كما ذكرتِ أن زوجكِ ( مزاجي) في حين أن ما فهمته من سطوركِ القليلة لا يشير لا من قريب ولا من بعيد أن زوجكِ مزاجي، لأن الشخص المزاجي هو صاحب مزاج متقلب، يصبح في حال ويمسي في حال آخر، بل هو ينقلب من الهدوء إلي ما يشبه العاصفة في لحظات و دون سبب لهذا التحول، ولكن – ابنتي الكريمة –علي الأرجح أن زوجكِ من النوع الانطوائي الهادئ قليل الكلام الذي يحب العزلة و لا يظهر انفعالاته، ولا يستطيع التعبير عما يجيش في نفسه، هذه طبيعته علي أغلب التقدير.

وما فهمته من رسالتكِ أيضا أنكِ من النوع العصبي، بل شديد العصبية، و إلا كيف لعروس في بداية حياتها الزوجية أن تتعامل مع زوجها بالصراخ؟ (صرت اصرخ كثيرا في وجهه)، وباعترافكِ أن تعاملكِ معه جعلكِ تنسي أنكِ أنثي (أصبحت أنسى أني أنثى من كثر العصبية)، ثم تلومين علي زوجكِ أنه لا يهتم بكِ ولا يتلهف علي رؤيتكِ، ولا يتصل بكِ إن تغيبتِ عنه (انه لا يهتم إذا رجعت من الخارج أم لا ولا يتصل أو يسأل عني)!
فكيف يهتم الرجل ويفتقد من صارت تتعامل معه بالصراخ؟

وكيف يأنس الرجل بشريكة حياة نسيت أنها أنثي؟

الطبيعي أن الرجل يفتقد من يأنس بوجودها وحديثها، وينفر من المرأة العصبية التي يكون حديثها صراخ و صوتها عالي، أليس كذلك؟

الأنثى من الطبيعي أنها ناعمة حالمة رقيقة المشاعر حديثها همس، تُعلي مكانة زوجها و تتعامل معه بالاحترام والتقدير، لا يمكن أبدا أن ترفع صوتها في حضرته مهما صدر منه، تهيئ نفسها لزوجها حتى تسره إذا نظر إليها، تتعامل معه بدلال الأنثى و رقتها، تتفقد وقت طعامه وشرابه و وقت نومه، لا أن تكون مصدر إزعاج و توتر له.

ابنتي الفاضلة.. زوجكِ ليس مغصوب عليك كما ذكرتِ (أحس انه زوجي مغصوب علي) ولا يكرهكِ ( أو انه يكرهني) بل هو يحبكِ وحريص علي الإبقاء عليكِ بدليل أنه لا يقابل ثورتكِ بثورة مثلها، بل هو يتمالك أعصابه معكِ حتى أنه يبدو كما صورته أنه (كاللوح لا يهتز ولا يرد)، وأي رجل آخر مكانه من الممكن أن يطور الموقف ويستخدم العنف فتصير الحياة صراع ينتهي بفشل الزواج. ولكن كل ما في الأمر أن زوجكِ هادئ الطبع لا يحب الصخب ولا الصراخ، يحبكِ ولكنه لا يجيد التعبير عن مشاعره تجاهكِ، فهذه طبيعته وعليكِ احترام هذه الطبيعة، فكل إنسان خلقه الله ذو طبيعة خاصة.

كل ما عليكِ أن تستعيدي أنوثتكِ التي أضعتها، تهيئي وتزيني وتطيبي و جاهدي نفسكِ علي التحلي بالهدوء في كل أحوالكِ، سواء استفزكِ زوجك أو غيره، هذا من أجلكِ أنتي قبل أن يكون من أجل زوجكِ، لأن العصبية ستجعلكِ تدمرين حياتكِ و تخسرين الكثير من المحبين لكِ و أولهم زوجكِ، بل ستخسرين صحتكِ، فالعصبية بلاء نهانا رسولنا الكريم عنه في حديثه الشريف: " لا تغضب"، وعند وقوعه أمرنا عليه الصلاة والسلام بالتخلص منه " إذا غضب أحدكم فليسكت "، " ألا وإن الغضب جمرةٌ في قلب ابن آدم ، أما رأيتم إلى حُمرة عينيه وانتفاخ أوداجه ، فمن أحس بشيءٍ من ذلك فليلصق بالأرض "، وعلاج آخر" إذا غضب أحدكم وهو قائمٌ فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع "، و علاج آخر" إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خُلق من النار ، وإنما تُطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ". كل هذه وسائل لعلاج الغضب، وأقترح عليكِ النظر في المرآة وقت غضبكِ وثقي أن رؤيتكِ علي هذه الحالة ستجعلكِ تنفرين من الحالة التي تُبدين عليها.

ابنتي الكريمة.. لا تنسي أنكِ الآن مسئولة عن تربية ابنكِ – حفظه الله – و علماء التربية يؤكدون علي ضرورة هدوء البيت وخلوه من التوتر والتناحر والاستفزاز حتى يشب طفلكِ سوي النفسية مستقر الحال، فهذا حقه فلا تحرميه هذا الحق، واحذري أن تكوني سببا لإصابته بالاضطراب النفسي والتوتر ثم اكتساب هذه الخصلة الذميمة منكِ.

وفي الختام.. أسأل الله سبحانه وتعالي أن يربط علي قلبكِ و أن يرزقك هدوء النفس والطمأنينة، وأن يجمع بينكِ وبين زوجكِ في الخير، ونحن في انتظار جديد أخباركِ فطمئنينا عليكِ.

الكاتب: أ.د. سميحة محمود غريب

المصدر: موقع المستشار